بحـث
مرحبا بكم في منتداكم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin - 243 | ||||
عامرة - 58 | ||||
أبو علاء - 45 | ||||
abdou nadji - 37 | ||||
hamidaek - 35 | ||||
iecs - 8 | ||||
ouicher abdelmadjid - 6 | ||||
bahig11 - 3 | ||||
abdelhadi19 - 2 | ||||
toufik.y - 1 |
عدد تصفح الموقع
الحج عرفات...................
صفحة 1 من اصل 1
الحج عرفات...................
"الحج عرفات".. ما أدهشني في وقفة عرفات هو التجمع الكبير لجميع الحجاج وتلك التهاليل التي تطلق نحو السماء عند مغرب الشمس، منظر مثير ومؤثر، حتى تبدو الأرض بيضاء بجبلها وسفحها من كثرة الخلق. ويبدوالجميع في توحد وسكينة.
لكن وبمجرد الانتهاء من الوقفة ورحيل الشمس إلى مرقدها، حتى تبدأ حركة غريبة تعكر ذاك التصوف والروحانيات، وينطلق سباق مئات، بل آلاف الحافلات والشاحنات والسيارات الخاصة، وبطريقة فوضوية، دخان وزمور وزعيق وصراخ، الكل يريد أن يسبق الكل، في اتجاه مزدلفة ومنى. وعلى نفس الإيقاع نحن أيضا أسرعنا إلى حافلتنا وبنفس اللهفة والتسرع، هكذا! لست أدري لماذا كل هذه الفتنة؟ واتخذنا أماكننا، وتأكد الجميع من أن الجميع موجود. وانطلقت مركبتنا بسرعة السلحفاة، الجميع يريد أن يتجاوز الجميع، وبالتالي الكل يعيق الكل ولا أحد يتقدم. أنانية كبيرة ولا أحد يريد أن يتنازل للآخر في المرور . ولا أحد يمر ! وهكذا صرفنا أزيد من عشر ساعات لقطع مسافة لا تتجاوز عشر كيلومترات .
توقف بنا السائق في مزدلفة، وهي منطقة جرداء صخرية سوداء توجد بين عرفات ومنى، نزل الجميع لجمع "حصى الجمار" التي علينا أن نلتقطها من هذا المكان لاستعمالها في واجب منى. كنا نجمع الحجر الصغير بتعليقات السينمائي عمار العسكري الذي كان يريد حجرا أكبر! كي يؤذي إبليس أكثر، وكان البعض يريدها مكورة والآخر مسننة ..
وأخيرا أخذنا عدتنا كاملة غير منقوصة من الذخيرة التي سنستعملها ضد إبليس الذي طغى وتجبر، وزحفت حافلتنا بصعوبة بالغة ونحن ندخل منى في اتجاه مسكننا الجماعي، الذي أدركناه مع طلوع الفجر، وهو عبارة عن أحياء مشكلة من مهاجع تشبه إلى حد كبير تلك التي أقمنا فيها سنوات الخدمة الوطنية، كان الجو لطيفا، لا هو بارد ولا هو ساخن، نمنا وقد أخذ منا الإرهاق فصلا بعد معركة الطريق بين عرفات والمزدلفة ومنى. كان كل واحد يحرص على ألا يضيع "حجره"، وقد لاحظت أن البعض أحضر معه لهذا الأمر أكياسا مصنوعة خصيصا لإخفاء هذه الذخيرة الحية.
في منى، وإذا بنا، صدفة، نجتمع بشلة من الأدباء، الذين لست أدري كيف جاؤوا للحج هذه السنة وبدون موعد سابق: الشاعر عمر البرناوي رحمه الله، الشاعر سليمان حوادي، الشاعر أحمد حمدي، الشاعر عزالدين ميهوبي، الشاعر الزبير دردوخ، الكاتب سعد بوعقبة، الكاتب مصطفى شريف والمسرحية دليلة حليلو والسيناريست والمخرج عمار العسكري.. وإذ اجتمعنا صدفة في خيمة واحدة وبدأنا في الحديث عن الشأن الثقافي والمثقفين واتحاد الكتاب الجزائريين الذي كان يجتاز وقتها أزمة شرعية حول المؤتمر، وعلى كل لا يزال يجرجر هذه الأزمة حتى الآن، نظرنا إلى بعضنا البعض وقد اقترح عمر البرناوي مازحا وبصوته المتهدج قائلا: "أعتقد أن النصاب متوفر هنا أكثر من مؤتمراتنا هناك، لذا أقترح أن نعقد هنا مؤتمر "منى" لاتحاد الكتاب الجزائريين للمّ شمل الكتاب جميعا دون إقصاء، فنكون على بركة سنة مؤتمر الطائف بالنسبة للبنانيين، لعل بركة الأماكن المقدسة تقلع وترمم أعطاب الاتحاد . . " كان الجو مرحا وقد أعطاه عمر البرناوي ولحيلح وعمار العسكري ملحا وسكرا .
يوم الجمرات
مع أننا، وتحت اقتراح مرافقنا من وزارة الشؤون الدينية، اخترنا، صبيحة العيد، "لرمي الجمرة الأولى" وهي "جمرة العقبة"، اخترنا ساعة يكون فيها الإقبال أخف، إلا أننا وجدنا أنفسنا وسط أمواج مخيفة من بشر يتدافعون دون رحمة ودون أدنى انتباه للآخر. ورغم عناصر قوات النظام السعودية المخصصة لذلك فإن هيجان البشر من الحجاج كان فوق كل هيجان. ونحن على بعد بعض مئات من الأمتار من جسر الجمرات، وإذا بهواتفنا ترن والأهل يسألون عنا وقد نقلت قنوات التليفزيون ومباشرة من جسر الجمرات وقائع كارثة حادث الازدحام الذي ذهب ضحيته العشرات من الحجاج دهسا واختناقا. حين وصلت إلى حيث إلقاء الحجرات، شاهدت بعض المناظر المتخلفة والتي لا علاقة لها بالإسلام ومناسك الحج، مناظر تثير الاشمئزاز والضحك في الوقت نفسه، شاهدت بأم عيني بعض الراجمين يرجمون "الشيطان" مستعملين إضافة إلى "الحصى" نعالهم مع أقذع الشتائم الموجهة إلى إبليس، ضحكت في سري وحزنت في الوقت نفسه على حالنا، وقلت لكم هو أصيل ومتواصل فينا الجهل والتخلف . لقد حول هؤلاء الجهلة والسذج لقطة رمزية روحية تذكارية إسلامية إلى حمية جاهلية .
في المساء وبعد رمي"جمرة العقبة" اجتمعنا، كنا شلة من الأدباء والمثقفين، وافتتح باب التنكيت على هذه العادات السيئة المتعارضة وقيم الإسلام، واستعرض البعض سيرة حج الأدباء والشعراء عبر التاريخ، من ابن الفارض والشريف الرضي وابن عربي والطاهر بن عائشة إلى بشار بن برد وعمر بن أبي ربيعة وأبي نواس وغيرهم.. وعلق أحدنا على حج أحد الكتاب الجزائريين الذين عرفوا سابقا بسلوك لا يتوافق والسلوك الإسلامي قائلا: "يروى أن فلانا جاء ليحج وهو غير ملتزم بأمور الدين، وحين وقف على جسر الجمرات وبدأ في رجم الشيطان، قام الشيطان وخاطبه متأسفا ومتحسرا قائلا : حتى أنت يا فلان، جئت لترجمني وقد كنا إخوة، وبكى الشيطان حزنا على ما صدر من " أخيه " الكاتب !
يتبع ..
لكن وبمجرد الانتهاء من الوقفة ورحيل الشمس إلى مرقدها، حتى تبدأ حركة غريبة تعكر ذاك التصوف والروحانيات، وينطلق سباق مئات، بل آلاف الحافلات والشاحنات والسيارات الخاصة، وبطريقة فوضوية، دخان وزمور وزعيق وصراخ، الكل يريد أن يسبق الكل، في اتجاه مزدلفة ومنى. وعلى نفس الإيقاع نحن أيضا أسرعنا إلى حافلتنا وبنفس اللهفة والتسرع، هكذا! لست أدري لماذا كل هذه الفتنة؟ واتخذنا أماكننا، وتأكد الجميع من أن الجميع موجود. وانطلقت مركبتنا بسرعة السلحفاة، الجميع يريد أن يتجاوز الجميع، وبالتالي الكل يعيق الكل ولا أحد يتقدم. أنانية كبيرة ولا أحد يريد أن يتنازل للآخر في المرور . ولا أحد يمر ! وهكذا صرفنا أزيد من عشر ساعات لقطع مسافة لا تتجاوز عشر كيلومترات .
توقف بنا السائق في مزدلفة، وهي منطقة جرداء صخرية سوداء توجد بين عرفات ومنى، نزل الجميع لجمع "حصى الجمار" التي علينا أن نلتقطها من هذا المكان لاستعمالها في واجب منى. كنا نجمع الحجر الصغير بتعليقات السينمائي عمار العسكري الذي كان يريد حجرا أكبر! كي يؤذي إبليس أكثر، وكان البعض يريدها مكورة والآخر مسننة ..
وأخيرا أخذنا عدتنا كاملة غير منقوصة من الذخيرة التي سنستعملها ضد إبليس الذي طغى وتجبر، وزحفت حافلتنا بصعوبة بالغة ونحن ندخل منى في اتجاه مسكننا الجماعي، الذي أدركناه مع طلوع الفجر، وهو عبارة عن أحياء مشكلة من مهاجع تشبه إلى حد كبير تلك التي أقمنا فيها سنوات الخدمة الوطنية، كان الجو لطيفا، لا هو بارد ولا هو ساخن، نمنا وقد أخذ منا الإرهاق فصلا بعد معركة الطريق بين عرفات والمزدلفة ومنى. كان كل واحد يحرص على ألا يضيع "حجره"، وقد لاحظت أن البعض أحضر معه لهذا الأمر أكياسا مصنوعة خصيصا لإخفاء هذه الذخيرة الحية.
في منى، وإذا بنا، صدفة، نجتمع بشلة من الأدباء، الذين لست أدري كيف جاؤوا للحج هذه السنة وبدون موعد سابق: الشاعر عمر البرناوي رحمه الله، الشاعر سليمان حوادي، الشاعر أحمد حمدي، الشاعر عزالدين ميهوبي، الشاعر الزبير دردوخ، الكاتب سعد بوعقبة، الكاتب مصطفى شريف والمسرحية دليلة حليلو والسيناريست والمخرج عمار العسكري.. وإذ اجتمعنا صدفة في خيمة واحدة وبدأنا في الحديث عن الشأن الثقافي والمثقفين واتحاد الكتاب الجزائريين الذي كان يجتاز وقتها أزمة شرعية حول المؤتمر، وعلى كل لا يزال يجرجر هذه الأزمة حتى الآن، نظرنا إلى بعضنا البعض وقد اقترح عمر البرناوي مازحا وبصوته المتهدج قائلا: "أعتقد أن النصاب متوفر هنا أكثر من مؤتمراتنا هناك، لذا أقترح أن نعقد هنا مؤتمر "منى" لاتحاد الكتاب الجزائريين للمّ شمل الكتاب جميعا دون إقصاء، فنكون على بركة سنة مؤتمر الطائف بالنسبة للبنانيين، لعل بركة الأماكن المقدسة تقلع وترمم أعطاب الاتحاد . . " كان الجو مرحا وقد أعطاه عمر البرناوي ولحيلح وعمار العسكري ملحا وسكرا .
يوم الجمرات
مع أننا، وتحت اقتراح مرافقنا من وزارة الشؤون الدينية، اخترنا، صبيحة العيد، "لرمي الجمرة الأولى" وهي "جمرة العقبة"، اخترنا ساعة يكون فيها الإقبال أخف، إلا أننا وجدنا أنفسنا وسط أمواج مخيفة من بشر يتدافعون دون رحمة ودون أدنى انتباه للآخر. ورغم عناصر قوات النظام السعودية المخصصة لذلك فإن هيجان البشر من الحجاج كان فوق كل هيجان. ونحن على بعد بعض مئات من الأمتار من جسر الجمرات، وإذا بهواتفنا ترن والأهل يسألون عنا وقد نقلت قنوات التليفزيون ومباشرة من جسر الجمرات وقائع كارثة حادث الازدحام الذي ذهب ضحيته العشرات من الحجاج دهسا واختناقا. حين وصلت إلى حيث إلقاء الحجرات، شاهدت بعض المناظر المتخلفة والتي لا علاقة لها بالإسلام ومناسك الحج، مناظر تثير الاشمئزاز والضحك في الوقت نفسه، شاهدت بأم عيني بعض الراجمين يرجمون "الشيطان" مستعملين إضافة إلى "الحصى" نعالهم مع أقذع الشتائم الموجهة إلى إبليس، ضحكت في سري وحزنت في الوقت نفسه على حالنا، وقلت لكم هو أصيل ومتواصل فينا الجهل والتخلف . لقد حول هؤلاء الجهلة والسذج لقطة رمزية روحية تذكارية إسلامية إلى حمية جاهلية .
في المساء وبعد رمي"جمرة العقبة" اجتمعنا، كنا شلة من الأدباء والمثقفين، وافتتح باب التنكيت على هذه العادات السيئة المتعارضة وقيم الإسلام، واستعرض البعض سيرة حج الأدباء والشعراء عبر التاريخ، من ابن الفارض والشريف الرضي وابن عربي والطاهر بن عائشة إلى بشار بن برد وعمر بن أبي ربيعة وأبي نواس وغيرهم.. وعلق أحدنا على حج أحد الكتاب الجزائريين الذين عرفوا سابقا بسلوك لا يتوافق والسلوك الإسلامي قائلا: "يروى أن فلانا جاء ليحج وهو غير ملتزم بأمور الدين، وحين وقف على جسر الجمرات وبدأ في رجم الشيطان، قام الشيطان وخاطبه متأسفا ومتحسرا قائلا : حتى أنت يا فلان، جئت لترجمني وقد كنا إخوة، وبكى الشيطان حزنا على ما صدر من " أخيه " الكاتب !
يتبع ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى